بارك الله للدكتور عبدالعزيز الخويطر (1344هـ) في عمره مثلما عمله، وعاش كي يرى أن من انتقدوه بالأمس لضبطه وربطه وتطبيقه مبدأ النزاهة المالية العالية صاروا يستعيدون مسيرته؛ حين كان بإمكانه أن يغدو مليارديرا من عقود وزارة المعارف التي جاء توليه إياها مع بداية سنوات الطفرة، والسعار الذي أصاب المقاولين في مضاعفة أسعار البناء المدرسي، ووهموا حين زعموا أنه كان يرد الفائض بخلا، هذا على فرضية صحة وجود فائض. الجميل في الأمر أن التاريخ الإداري أنصف هذا الرجل الكبير، وصار قالوه يتمنونه، دون أن يتنكروا لمقتضيات اختلاف الرؤية في مسائل الإدارة؛ لتأتي المزية الأكبر لأبي محمد في جديته وتوثيقه الصارم لكل شاردة وواردة في حياته العملية والشخصية لنصل من مذكراته إلى الجزء السادس عشر الذي يستكمل به مسيرته الوظيفية وكيلاً لجامعة الملك سعود حتى منتصف الستينيات الميلادية؛ ما يصلح مادة أولية لقراءة المجتمع الأكاديمي وما يحيط به من أسوار وأسرار؛ وبخاصة مع ورود تقارير استخباراتية عن بعض الأساتذة من خارج المملكة، ورأي آخرين في أوضاع بلدانهم، وتأثير ذلك على الإيقاع العام للمسيرة التعليمية الجامعية في مرحلة التأسيس. (وسم على أديم الزمن: لمحات من الذكريات) بأجزائه التي صدرت، والتي تنتظر، لا يستغني عنه باحثو الحراك الاجتماعي والإداري والمدني في المملكة خلال مرحلة التأسيس المبكرة.